الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به وربك أعلم بالمفسدين  وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون  ومنهم من يستمعون إليك أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون  ومنهم من ينظر إليك أفأنت تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون  

ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به ، يعني لا يصدق بمحمد صلى الله عليه وسلم ودينه، ثم أخبر الله أنه قد علم من يؤمن به ومن لا يؤمن به من قبل أن يخلقهم، فذلك قوله: وربك أعلم بالمفسدين . وإن كذبوك بالقرآن، وقالوا: إنه من تلقاء نفسك، فقل للمستهزئين من قريش عبد الله بن أبي أمية وأصحابه، لي عملي ولكم عملكم ، يقول: دين الله أنا عليه، ولكم دينكم الذي أنتم عليه، أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون ، يقول: أنتم بريئون من ديني، وأنا بريء من دينكم، يعني من كفركم، مثلها في هود: قال إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون من دونه . ومنهم ، يعني مشركي قريش، من يستمعون إليك ، يعني يستمعون قولك، أفأنت يا محمد تسمع الصم ، يقول: كما لا يسمع الصم، لا يسمع المواعظ من قد سبقت له الشقاوة في علم الله تعالى، ولو ، يعني إذ كانوا لا يعقلون الإيمان.

ومنهم من ينظر إليك يا محمد، أفأنت تهدي العمي ولو ، يعني إذ كانوا لا يبصرون الهدى.

إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون ، يقول: [ ص: 94 ] نصيبهم ينقصون بأعمالهم إذا حرموا أنفسهم ثواب المؤمنين.

التالي السابق


الخدمات العلمية