الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون  ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين  قل لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله لكل أمة أجل إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون  قل أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتا أو نهارا ماذا يستعجل منه المجرمون  أثم إذا ما وقع آمنتم به آلآن وقد كنتم به تستعجلون  ثم قيل للذين ظلموا ذوقوا عذاب الخلد هل تجزون إلا بما كنتم تكسبون  

ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط . يعني بالحق، وهو العدل، وهم لا يظلمون ، وذلك أن الله بعث الرسل إلى أممهم يدعون إلى عبادة الله وترك عبادة الأصنام والأوثان، فمن أجابهم إلى ذلك أثابه الله الجنة، ومن أبى جعل ثوابه النار.

فذلك قوله: قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون ، وذلك عند وقت العذاب، وهم لا يظلمون ، يعني وهم لا ينقصون من محاسنهم، ولا يزادون على مساوئهم ما لم يعلموها، ويقولون ، يعني الكفار لنبيهم: متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ، وذلك قوله: ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين . [ ص: 95 ] قل لا أملك لنفسي ضرا ، يعني سوءا، ولا نفعا ، يعني في الآخرة، إلا ما شاء الله لكل أمة أجل وقت، يقول: لكل أجل وقت؛ لأنه سبقت الرحمة الغضب، إذا جاء أجلهم ، يعني وقت العذاب، فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ، يقول: لا يؤخر عنهم ساعة، ولا يصيبهم قبل الوقت.

قل أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتا ، يعني صباحا، أو نهارا ماذا يستعجل منه المجرمون . أثم إذا ما وقع ، يعني قول القرآن، آمنتم به آلآن حين لم تنفعكم، وقد كنتم به ، يعني بالعذاب، تستعجلون . ثم قيل للذين ظلموا ، يعني كفروا: ذوقوا عذاب الخلد هل تجزون إلا بما كنتم تكسبون من الشرك، يقول: جزاء الشرك جهنم.

التالي السابق


الخدمات العلمية