الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنهم لفي شك منه مريب  وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم إنه بما يعملون خبير  فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير  ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون  

ولقد آتينا موسى الكتاب ، يعني أعطينا موسى التوراة، فاختلف فيه ، يعني من بعد موسى، يقول: آمن بالتوراة بعضهم وكفر بها بعضهم، ولولا كلمة سبقت من ربك يا محمد في تأخير العذاب عنهم إلى وقت، لقضي بينهم في الدنيا بالهلاك حين اختلفوا في الدين، وإنهم لفي شك منه ، يعني من الكتاب الذي أوتوه، مريب ، يعني بالمريب الذين لا يعرفون شكهم .

ثم رجع إلى أول الآية، فقال: وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم ، ولما هاهنا صلة، يقول: يوفر لهم ربك جزاء أعمالهم، إنه بما يعملون خبير . فاستقم ، يعني فامض يا محمد بالتوحيد كما أمرت ومن تاب معك من الشرك، فليستقيموا معك، فامضوا على التوحيد، ولا تطغوا فيه، يقول: ولا تعصوا الله في التوحيد، إنه بما تعملون بصير . [ ص: 134 ] ولا تركنوا إلى الذين ظلموا ، يعني ولا تميلوا إلى أهل الشرك، يقول: ولا تلحقوا بهم، فتمسكم النار ، يعني فتصيبكم النار، وما لكم من دون الله من أولياء ، يعني من أقرباء يمنعونكم، يقول: لا يمنعونكم من النار، ثم لا تنصرون .

التالي السابق


الخدمات العلمية