ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون كذلك نسلكه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به وقد خلت سنة الأولين ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون
ولقد أرسلنا من قبلك يا محمد صلى الله عليه وسلم الرسل، في شيع ، يعني في فرق، الأولين ، يعني الأمم الخالية.
وما يأتيهم من رسول ، ينذرهم بالعذاب في الدنيا، إلا كانوا به يستهزئون بأن العذاب ليس بنازل بهم.
كذلك نسلكه ، يعني هكذا نجعله، يعني الكفر بالعذاب، في قلوب المجرمين ، يعني كفار مكة.
لا يؤمنون به ، يعني بالعذاب، ثم قال سبحانه: وقد خلت سنة الأولين بالتكذيب لرسلهم بالعذاب، يعني الأمم الخالية الذين أهلكوا بالعذاب في الدنيا.
ولو فتحنا عليهم ، يعني على كفار مكة، بابا من السماء ، فينظرون إلى الملائكة عيانا كيف يصعدون إلى السماء، فظلوا فيه يعرجون ، يقول: [ ص: 200 ] فمالوا في الباب يصعدون.
ولو عاينوا ذلك، لقالوا من كفرهم: إنما سكرت أبصارنا مخففة، يعني سدت، ولقالوا: بل نحن قوم مسحورون . حدثنا عبيد الله ، قال: حدثني أبي، قال: حدثني الهذيل ، قال: حدثنا ، عن مقاتل عبد الكريم ، عن حسان ، عن جابر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه سئل عن: (السماء ذات البروج) ، فقال: "الكواكب"، وسئل عن: الذي جعل في السماء بروجا ، قال: "الكواكب"، مثل البروج مشيدة، قال: "القصور".