الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وإن الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل  إن ربك هو الخلاق العليم ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم  لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين  وقل إني أنا النذير المبين  كما أنزلنا على المقتسمين  الذين جعلوا القرآن عضين  فوربك لنسألنهم أجمعين  عما كانوا يعملون

[ ص: 210 ] وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق ، يقول: لم يخلقهما الله عز وجل باطلا، خلقهما لأمر هو كائن، وإن الساعة لآتية ، يقول: القيامة كائنة، فاصفح الصفح الجميل ، يقول للنبي صلى الله عليه وسلم: فأعرض عن كفار مكة الإعراض الحسن، فنسخ السيف الإعراض والصفح.

إن ربك هو الخلاق لخلقه في الآخرة بعد الموت، العليم ببعثهم.

ولقد آتيناك سبعا من المثاني ، يعني ولقد أعطيناك فاتحة الكتاب، وهي سبع آيات والقرآن كله مثان، ثم قال: العظيم ، يعني سائر القرآن كله.

لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم يعني أصنافا منهم من المال، ولا تحزن عليهم ، إن تولوا عنك، واخفض جناحك للمؤمنين ، يقول: لين جناحك للمؤمنين، فلا تغلظ لهم.

وقل لكفار مكة: إني أنا النذير المبين من العذاب.

قال سبحانه: كما أنزلنا على المقتسمين ، فيها تقديم، يقول: أنزلنا المثاني والقرآن العظيم، كما أنزلنا التوراة والإنجيل على النصارى واليهود، فهم المقتسمون، فاقتسموا الكتاب، فآمنت اليهود بالتوراة، وكفروا بالإنجيل والقرآن، وآمنت النصارى بالإنجيل، وكفروا بالقرآن والتوراة، هذا الذي اقتسموا، آمنوا ببعض ما أنزل إليهم من الكتاب، وكفروا ببعض.

ثم نعت اليهود والنصارى، فقال سبحانه: الذين جعلوا القرآن عضين ، جعلوا القرآن أعضاء، كأعضاء الجزور، فرقوا الكتاب ولم يجتمعوا على الإيمان بالكتب كلها، فأقسم الله تعالى بنفسه للنبي صلى الله عليه وسلم.

فوربك يا محمد صلى الله عليه وسلم، لنسألنهم أجمعين . عما كانوا يعملون من الكفر والتكذيب.

التالي السابق


الخدمات العلمية