خلق السماوات والأرض بالحق تعالى عما يشركون خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرءوف رحيم
خلق السماوات والأرض بالحق ، يقول: لم يخلقهما باطلا لغير شيء، ولكن خلقهما لأمر هو كائن، تعالى ، يعني ارتفع، عما يشركون به. خلق الإنسان من نطفة ، يعني أبي بن خلف الجمحي ، قتله النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد، فإذا هو خصيم مبين ، قال للنبي صلى الله عليه وسلم: كيف يبعث الله هذه العظام، وجعل يفتها ويذريها في الريح، ونظيرها في آخر يس: قال من يحي العظام وهي رميم . ثم قال تعالى: والأنعام ، يعني الإبل، والبقر، والغنم، خلقها لكم فيها دفء ، يعني ما تستدفئون به من أصوافها، وأوبارها، وأشعارها أثاثا، ومنافع في ظهورها، وألبانها، ومنها تأكلون ، يعني من لحم الغنم.
ولكم فيها ، يعني في الأنعام، جمال حين تريحون ، يعني حين تروح من مراعيها إليكم عند المساء، وحين تسرحون ، من عندكم بكرة إلى الرعي.
وتحمل أثقالكم ، يعني الإبل، والبقر، إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس ، يعني بجهد الأنفس، إن ربكم لرءوف ، يعني لرفيق، رحيم بكم فيما جعل لكم من الأنعام من المنافع.