الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون  ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون  يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون  

ثم وعظ كفار مكة ليعتبروا في صنعه، فقال سبحانه: أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء في الأرض، يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا ، وذلك أن الشجر، والبنيان، والجبال، والدواب، وكل شيء، إذا طلعت عليه الشمس يتحول ظل كل شيء عن اليمين قبل المغرب، فذلك قوله سبحانه: يتفيأ ظلاله ، يعني يتحول الظل، فإذا زالت الشمس، تحول الظل عن الشمال قبل المشرق، كسجود كل شيء في الأرض لله تعالى، ظله في النهار سجدا، لله ، يقول: وهم داخرون ، يعني صاغرون.

ولله يسجد ما في السماوات من الملائكة، وما في الأرض من دابة أيضا يسجدون.

قال: قال مقاتل ، رحمه الله: إذا قال: ما في السماوات، يعني من الملائكة وغيرهم وكل شيء في السماء، والأرض، والجبال، والأشجار، وكل شيء في الأرض، وإذا قال: [ ص: 225 ] من في السماوات، يعني كل ذي روح من الملائكة، والآدميين، والطير، والوحوش، والدواب، والسباع، والهوام، والحيتان في الماء، وكل ذي روح أيضا ساجدون.

ثم نعت الله الملائكة، فقال: والملائكة وهم لا يستكبرون ، يعني لا يتكبرون عن السجود.

يخافون ربهم من فوقهم ، الذي هو فوقهم؛ لأن الله تعالى فوق كل شيء، خلق العرش، والعرش فوق كل شيء، ويفعلون ما يؤمرون .

التالي السابق


الخدمات العلمية