والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات أفبالباطل يؤمنون وبنعمت الله هم يكفرون ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والأرض شيئا ولا يستطيعون فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون
[ ص: 230 ] والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا ، يقول: بعضكم من بعض، وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ، يعني بالبنين الصغار، والحفدة الكفار يحفدون أباهم بالخدمة، وذلك أنهم كانوا في الجاهلية يخدمهم أولادهم، قال عز وجل: ورزقكم من الطيبات ، يعني الحب والعسل ونحوه، وجعل رزق غيركم من الدواب والطير لا يشبه أرزاقكم في الطيب والحسن، أفبالباطل يؤمنون ، يعني أفبالشيطان يصدقون بأن مع الله عز وجل شريكا، وبنعمت الله الذي أطعمهم من جوع، وآمنهم من خوف، هم يكفرون بتوحيد الله، أفلا يؤمنون برب هذه النعم فيوحدونه.
ثم رجع إلى كفار مكة، ثم ذكر عبادتهم الملائكة، فقال سبحانه: ويعبدون من دون الله ما لا يملك ، يعني ما لا يقدر، لهم رزقا من السماوات ، يعني المطر، والأرض ، يعني النبات، شيئا منه، ولا يستطيعون ذلك.
فلا تضربوا لله الأمثال ، يعني الأشباه، فلا تصفوا مع الله شريكا، فإنه لا إله غيره، أن الله يعلم أن ليس له شريك، وأنتم لا تعلمون أن لله شريكا.