الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا  ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا  

وإذ قلنا للملائكة ، يعني وقد قلنا للملائكة: اسجدوا لآدم فسجدوا ، ثم استثنى، فقال: إلا إبليس كان من الجن ، وهو حي من الملائكة، يقال لهم: الجن، [ ص: 292 ] ففسق عن أمر ربه ، يعني فعصى تكبرا عن أمر ربه حين أمره بالسجود لآدم، قال الله عز وجل: أفتتخذونه ، يعني إبليس، وذريته ، يعني الشياطين، أولياء من دوني ، يعني آلهة من دوني، وهم لكم عدو ، يعني إبليس والشياطين لكم معشر بني آدم عدو، بئس للظالمين ، يعني المشركين، بدلا ، يقول: بئس ما استبدلوا بعبادة الله عز وجل، عبادة إبليس، فبئس البدل هذا.

ما أشهدتهم ، يعني ما أحضرتهم، خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم ، يعني إبليس وذريته، ثم قال تعالى: وما كنت متخذ المضلين ، الذين أضلوا بني آدم وذريته، عضدا ، يعني عزا وعونا فيما خلقت من خلق السماوات والأرض ومن خلقهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية