ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه ذلك هو الضلال البعيد يدعو لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير
[ ص: 378 ] ومن الناس من يعبد الله على حرف يعني على شك، نزلت في أناس من أعراب أسد بن خزيمة، وغطفان.
قال إذا سألك رجل على كم حرف تعبد الله، عز وجل، فقل: لا أعبد الله على شيء من الحروف، ولكن مقاتل: أعبد الله تعالى ولا أشرك به شيئا؛ لأنه واحد لا شريك له.
كان الرجل يهاجر إلى المدينة ، فإن أخصبت أرضه، ونتجت فرسه، وولد له غلام، وصح بالمدينة، وتتابعت عليه الصدقات، قال: هذا دين حسن، يعني الإسلام.
فذلك قوله تعالى: فإن أصابه خير اطمأن به يقول: رضي بالإسلام، وإن أجدبت أرضه، ولم تنتج فرسه، وولدت له جارية، وسقم بالمدينة، ولم يجد عليه بالصدقات، قال: هذا دين سوء، ما أصابني من ديني هذا الذي كنت عليه إلا شرا فرجع عن دينه، فذلك قوله سبحانه: وإن أصابته فتنة يعني: بلاء انقلب على وجهه يقول: رجع إلى دينه الأول كافرا خسر الدنيا والآخرة خسر دنياه التي كان يحبها، فخرج منها، ثم أفضى إلى الآخرة وليس له فيها شيء، مثل قوله: إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة يقول الله عز وجل: ذلك هو الخسران المبين يقول: ذلك هو الغبن البين، ثم أخبر عن هذا المرتد عن الإسلام.
فقال سبحانه: يدعو يعني يعبد من دون الله يعني الصنم ما لا يضره في الدنيا إن لم يعبده وما لا ينفعه في الآخرة إن عبده ذلك هو الضلال البعيد يعني الطويل.
يدعو يعني يعبد لمن ضره في الآخرة أقرب من نفعه في الدنيا لبئس المولى يعني الولي ولبئس العشير يعني الصاحب، كقوله سبحانه: وعاشروهن بالمعروف يعني وصاحبوهن بالمعروف.
[ ص: 379 ]