الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور  وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود  وقوم إبراهيم وقوم لوط وأصحاب مدين وكذب موسى فأمليت للكافرين ثم أخذتهم فكيف كان نكير  

الذين إن مكناهم في الأرض يعني أرض المدينة وهم المؤمنون بعد القهر بمكة ، ثم أخبر عنهم، فقال تعالى أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف يعني التوحيد الذي يعرف ونهوا عن المنكر الذي لا يعرف، وهو الشرك ولله عاقبة الأمور يعني عاقبة أمر العباد إليه في الآخرة وإن يكذبوك يا محمد يعزي نبيه صلى الله عليه وسلم ليصبر على تكذيبهم إياه بالعذاب فقد كذبت قبلهم يعني قبل أهل مكة قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وقوم لوط . وأصحاب مدين يعني قوم شعيب، عليه السلام، كل هؤلاء كذبوا رسلهم [ ص: 386 ] وكذب موسى يعني عصي موسى ، عليه السلام، لأنه ولد فيهم كما ولد محمد صلى الله عليه وسلم فيهم فأمليت يعني فأمهلت للكافرين فلم أعجل عليهم بالعذاب ثم أخذتهم بعد الإمهال بالعذاب فكيف كان نكير يعني تغييري أليس وجدوه حقا، فكذلك كذب كفار مكة كما كذبت مكذبي الأمم الخالية.

التالي السابق


الخدمات العلمية