وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا في طغيانهم يعمهون ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون وهو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون
وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة يعني لا يصدقون بالبعث عن الصراط لناكبون يعني عن الدين لعادلون.
ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر يعني بمكة سبع سنين، لقولهم في حم الدخان: الجوع الذي أصابهم ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون فليس قولهم باستكانة ولا توبة، ولكنه كذب منهم كما كذب فرعون وقومه حين قالوا لموسى: لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك . فأخبر الله، عز وجل، عن كفار مكة ، فقال سبحانه: ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا في طغيانهم يعمهون يقول: لتمادوا في ضلالتهم يترددون فيها وما آمنوا.
ثم قال تعالى: ولقد أخذناهم بالعذاب يعني الجوع فما استكانوا لربهم يقول: فما استسلموا، يعني الخضوع لربهم وما يتضرعون يعني وما كانوا يرغبون إلى الله، عز وجل، في الدعاء.
حتى إذا فتحنا يعني أرسلنا عليهم بابا ذا عذاب شديد يعني الجوع إذا هم فيه مبلسون يعني آيسين من الخير والرزق نظيرها في سورة الروم.
[ ص: 402 ] وهو الذي أنشأ لكم يعني خلق لكم السمع والأبصار والأفئدة يعني القلوب فهذا من النعم قليلا ما تشكرون يعني بالقليل أنهم لا يشكرون رب هذه النعم فيوحدونه، وهو الذي ذرأكم يعني خلقكم في الأرض وإليه تحشرون في الآخرة.