الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم  وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا وآتوهم من مال الله الذي آتاكم ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرهن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم  ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات ومثلا من الذين خلوا من قبلكم وموعظة للمتقين  

وأنكحوا الأيامى منكم يعني الأحرار بعضكم بعضا، يعني من الأزواج من رجل، أو امرأة، وهما حران فأمر الله، عز وجل، أن يزوجا، ثم قال سبحانه: "و" أنكحوا والصالحين من عبادكم وإمائكم يقول: وزوجوا المؤمنين من عبيدكم وإمائكم، فإنه أغض للبصر، وأحفظ للفرج، ثم رجع إلى الأحرار، فيها تقديم إن يكونوا فقراء لا سعة لهم في التزويج يغنيهم الله من فضله الواسع فوعدهم أن يوسع عليهم عند [ ص: 418 ] التزويج والله واسع لخلقه عليم بهم، فقال عمر ، رضي الله عنه: ما رأيت أعجز ممن لم يلتمس الغناء في الباءة، يعني النساء، يعني قول الله، عز وجل: إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله .

وليستعفف عن الزنا، ويقال: نكاح الأمة  الذين لا يجدون نكاحا يعني سعة التزويج حتى يغنيهم الله من فضله يعني يرزقه فيتزوج الحرائر تزوجوا الإماء، والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم يعني عبيدكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا يعني مالا، نزلت في حويطب بن عبد العزى ، وفي غلامه صبيح القبطي ، وذلك أنه طلب إلى سيده المكاتبة على مائة دينار، ثم وضع عنه عشرين دينارا، فأداها وعتق، ثم إن صبيحا يوم حنين أصابه سهم فمات منه، ثم أمر الله تبارك وتعالى أن يعينوا في الرقاب، فقال: وآتوهم يعني وأعطوهم من مال الله الذي آتاكم ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء يقول: ولا تكرهوا ولائدكم على الزنا،  نزلت في عبد الله بن أبي المنافق، وفي جاريته أميمة، وفي عبد الله بن نتيل المنافق، وفي جاريته مسيكة، وهي بنت أميمة، ومنهن أيضا معاذة، وأروى، وعمرة، وقتيلة، فأتت أميمة وابنتها مسيكة للنبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: إنا نكره على الزنا، فأنزل الله عز وجل، هذه الآية: ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا يعني تعففا عن الفواحش، لتبتغوا عرض الحياة الدنيا يعني كسبهن وأولادهن.

من الزنا ومن يكرهن على الزنا فإن الله من بعد إكراههن لهن في قراءة ابن مسعود غفور لذنوبهن رحيم بهن، لأنهن مكرهات.

ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات يعني الحلال والحرام والحدود وأمره ونهيه مما ذكر في هذه السورة إلى هذه الآية، ثم قال سبحانه: ومثلا من الذين خلوا من قبلكم يعني سنن العذاب في الأمم الخالية، حين كذبوا رسلهم  وموعظة يعني وعظة للمتقين .

التالي السابق


الخدمات العلمية