الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
سورة الشعراء

سورة الشعراء مكية، غير آيتين فإنهما مدنيتان

إحداهما: قوله تعالى: أولم يكن لهم آية أن يعلمه الآية

والأخرى قوله تعالى: والشعراء يتبعهم الغاوون

وبعض أهل التفسير يقول: إن من قوله تعالى: والشعراء إلى آخرها، وهن أربع آيات مدنيات، والله أعلم بما أنزل

بسم الله الرحمن الرحيم

طسم  تلك آيات الكتاب المبين  لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين  إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين  وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث إلا كانوا عنه معرضين  فقد كذبوا فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون  أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم  إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين  وإن ربك لهو العزيز الرحيم

طسم تلك آيات الكتاب المبين ، يعني عز وجل ما بين فيه من أمره، ونهيه، وحلاله، وحرامه.

لعلك يا محمد باخع نفسك ، وذلك حين كذب به كفار مكة ، منهم: الوليد بن المغيرة ، وأبو جهل ، وأمية بن خلف ، فشق على النبي صلى الله عليه وسلم تكذيبهم إياه، فأنزل الله عز وجل: لعلك باخع نفسك ، يعني قاتلا نفسك حزنا ألا يكونوا مؤمنين ، يعني ألا يكونوا مصدقين بالقول أنه من عند الله عز وجل، نظيرها في الكهف: فلعلك باخع نفسك على آثارهم . إن نشأ ، يعني لو نشاء، ننزل عليهم من السماء آية فظلت ، يعني فمالت أعناقهم لها ، يعني للآية، خاضعين ، يعني مقبلين إليها، مؤمنين بالآية.

وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث ، يقول: ما يحدث الله عز وجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم من [ ص: 446 ] القرآن، إلا كانوا عنه ، يعني عن الإيمان بالقرآن معرضين . فقد كذبوا بالحق، يعني بالقرآن لما جاءهم، يعني حين جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم فسيأتيهم أنباء يعني حديث ما كانوا به يستهزئون وذلك أنهم حين كذبوا بالقرآن، أوعدهم الله عز وجل بالقتل ببدر، ثم وعظهم ليعتبروا.

فقال عز وجل: أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم يقول: كم أخرجنا من الأرض من كل صنف من ألوان النبت حسن.

إن في ذلك لآية يقول: إن في النبت لعبرة في توحيد الله عز وجل، أنه واحد وما كان أكثرهم يعني أهل مكة مؤمنين يعني مصدقين بالتوحيد.

وإن ربك لهو العزيز في نقمته منهم ببدر الرحيم حين لا يعجل عليهم بالعقوبة إلى الوقت المحدد لهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية