وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين
وقال الذين أوتوا العلم بما وعد الله في الآخرة للذين تمنوا مثل ما أعطى قارون ويلكم ثواب الله خير لمن آمن يعني لمن صدق بتوحيد الله عز وجل، وعمل صالحا [ ص: 507 ] خير مما أوتي قارون في الدنيا، ولا يلقاها يعني الأعمال الصالحة، يعني ولا يؤتاها إلا الصابرون فخسفنا به يعني بقارون ، وذلك أن الله عز وجل أمر الأرض أن تطيع موسى ، عليه السلام، فأمر موسى الأرض أن تأخذ قارون ، فأخذته إلى قدميه، فدعا قارون موسى وذكره الرحم، فأمرها موسى ، عليه السلام، أن تبتلعه، فهو يتجلجل في الأرض كل يوم قامة رجل إلى يوم القيامة، فقالت بنو إسرائيل: إن موسى إنما أهلك قارون حتى يأخذ ماله وداره، فخسف الله عز وجل بعد قارون بثلاثة أيام، بداره وماله الصامت، فانقطع الكلام، فذلك قوله عز وجل: فخسفنا به يعني بقارون وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله يقول الله عز وجل: لم يكن لقارون جند يمنعونه من الله عز وجل، وما كان من المنتصرين يقول: وما كان قارون من الممتنعين مما نزل به من الخسف.
وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس بعدما خسف به يقولون ويكأن الله يعني لكن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر يعني يوسع الرزق على من يشاء، ويقتر على من يشاء، وقالوا: لولا أن من الله علينا يعني لولا أن الله عز وجل أنعم علينا بالإيمان لخسف بنا ثم قال ويكأنه يعني ولكنه لا يفلح لا يسعد الكافرون . تلك الدار الآخرة يعني الجنة نجعلها للذين لا يريدون علوا يعني تعظما في الأرض عن الإيمان بالتوحيد، ولا فسادا يقول: ولا يريدون فيها عملا بالمعاصي، والعاقبة في الآخرة للمتقين من الشرك في الدنيا.