الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وقالوا أإذا ضللنا في الأرض أإنا لفي خلق جديد بل هم بلقاء ربهم كافرون  قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون  ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون  ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين  فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنا نسيناكم وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون  

[ ص: 28 ] وقالوا أإذا ضللنا يعني هلكنا في الأرض وكنا ترابا أإنا لفي خلق جديد إنا لمبعوثون خلقا جديدا بعد الموت ، يعنون البعث ، ويعنون كما كنا؛ تكذيبا بالبعث نزلت في أبي بن خلف ، وأبي الأشدين اسمه أسيد بن كلدة بن خلف الجمحي ، ومنبه ، ونبيه ابني الحجاج ، يقول الله عز وجل : بل نبعثهم ، نظيرها في ق والقرآن ، ثم قال : هم بلقاء ربهم يعني بالبعث كافرون لا يؤمنون.

قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم يزعمون أن اسمه عزرائيل ، وله أربعة أجنحة : جناح بالمشرق ، وجناح بالمغرب ، وجناح له في أقصى العالم من حيث تجيء الريح الدبور ، وجناح له في أقصى العالم من حيث تجيء الريح الصبا ، ورجل له بالمشرق ، ورجله الأخرى بالمغرب ، والخلق بين رجليه ورأسه في السماء العليا وجسده ، كما بين السماء والأرض ، ووجهه عند ستر الحجب ، ثم إلى ربكم ترجعون بعد الموت أحياء فيجزيكم بأعمالكم.

ولو ترى يا محمد إذ المجرمون يعني عز وجل كفار مكة ناكسو رءوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا إلى الدنيا نعمل صالحا إنا موقنون بالبعث. يقول الله جل ثناؤه : ولو شئنا لآتينا يعني لأعطينا كل نفس فاجرة هداها يعني بيانها ولكن حق القول مني يعني وجب العذاب مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين يعني كفار الإنس والجن جميعا ، والقول الذي وجب من الله عز وجل لقوله لإبليس يوم عصاه في السجود لآدم ، عليه السلام : لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين ، فإذا أدخلوا النار ، قالت الخزنة لهم : فذوقوا العذاب بما نسيتم يعني بما تركتم الإيمان بـ لقاء يومكم هذا يعني البعث إنا نسيناكم تقول الخزنة : إنا تركناكم في العذاب وذوقوا عذاب الخلد الذي لا ينقطع بما كنتم تعملون من الكفر والتكذيب.

التالي السابق


الخدمات العلمية