أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون
أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز يعني الملساء ليس فيها نبت فنخرج به بالماء زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون هذه الأعاجيب فيوحدون ربهم عز وجل ، ويقولون متى هذا الفتح يعني القضاء ، وهو البعث إن كنتم صادقين وذلك أن المؤمنين قالوا : إن لنا يوما نتنعم فيه ، ونستريح ، فقال كفار مكة : متى هذا الفتح إن كنتم صادقين ؟ يعنون النبي صلى الله عليه وسلم وحده؛ تكذيبا بالبعث بأنه ليس بكائن ، فإن كان البعث حقا صدقنا يومئذ ، فأنزل الله تبارك وتعالى : قل يا محمد يوم الفتح يعني القضاء لا ينفع الذين كفروا إيمانهم بالبعث لقولهم للنبي صلى الله عليه وسلم : إن كان البعث الذي تقول حقا صدقنا يومئذ ، فذلك قوله عز وجل : يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا بالبعث ، لقولهم : إن كان ذلك اليوم حقا صدقنا إيمانهم ولا هم ينظرون يقول : لا يناظر بهم العذاب حتى يقولوا ، فلما نزلت هذه الآية أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يرسل إليهم فيجزيهم وينبئهم ، فأنزل الله تبارك وتعالى يعزي نبيه صلى الله عليه وسلم إلى مدة.
فأعرض عنهم وانتظر بهم العذاب ، يعني القتل ببدر إنهم منتظرون العذاب ، يعني القتل ببدر ، فقتلهم الله وضربت الملائكة وجوههم وأدبارهم ، وعجل الله أرواحهم إلى النار ، ثم إن آية السيف نسخت الإعراض.
[ ص: 32 ]