الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون  وما علينا إلا البلاغ المبين  قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم  قالوا طائركم معكم أئن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون  وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين  اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون  وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون  أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون  إني إذا لفي ضلال مبين  إني آمنت بربكم فاسمعون

[ ص: 84 ] قالوا فقالت الرسل ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون فإن كذبتمونا وما علينا إلا البلاغ المبين ما علينا إلا أن نبلغ ونعلمكم ونبين لكم أن الله واحد لا شريك له.

فقال القوم للرسل : قالوا إنا تطيرنا بكم يقول : تشاءمنا بكم ، وذلك أن المطر حبس عنهم ، فقالوا : أصابنا هذا الشر يعنون : قحط المطر من قبلكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم لئن لم تسكتوا عنا لنقتلنكم وليمسنكم يعني وليصيبنكم منا عذاب أليم يعني وجيعا.

قالوا فقالت الرسل : طائركم معكم الذي أصابكم كان مكتوبا في أعناقكم أئن ذكرتم أإن وعظتم بالله عز وجل تطيرتم بنا بل أنتم قوم مسرفون قوم مشركون ، والشرك أسرف الذنوب.

وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى على رجليه اسمه حبيب بن أبريا ، أعور نجار ، من بني إسرائيل كان في غار يعبد الله عز وجل فلما سمع بالرسل أتاهم وترك عمله قال يا قوم اتبعوا المرسلين الثلاثة تومان ، وبولس ، وشمعون.

اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون فأخذوه فرفعوه إلى الملك ، فقال له : برئت منا واتبعت عدونا.

فقال : وما لي لا أعبد الذي فطرني خلقني وإليه ترجعون . أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا لا تقدر الآلهة أن تشفع لي ، فتكشف الضر عني شفاعتها ولا ينقذون من الضر.

إني إذا لفي ضلال مبين لفي خسران بين إن اتخذت من دون الله جل وعز آلهة؛ فوطئ حتى خرجت معاه من دبره ، فلما أمر بقتله.

[ ص: 85 ] قال : يا قوم إني آمنت بربكم فاسمعون فقتل ، ثم ألقي في البئر ، وهي الرس ، وهم أصحاب الرس ، وقتل الرسل الثلاثة.

التالي السابق


الخدمات العلمية