الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون  احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون  من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم  وقفوهم إنهم مسئولون  ما لكم لا تناصرون  بل هم اليوم مستسلمون  وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون  قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين قالوا بل لم تكونوا مؤمنين وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين  

هذا يوم الفصل يوم القضاء الذي كنتم به تكذبون بأنه كائن.

احشروا الذين ظلموا الذين أشركوا من بني آدم وأزواجهم قرناءهم من [ ص: 97 ] الشياطين الذين أظلوهم ، وكل كافر مع شيطان في سلسلة واحدة وما كانوا يعبدون . من دون الله يعني إبليس وجنده نزلت في كفار قريش نظيرها في يس : ألم أعهد إليكم الآية أن لا تعبدوا الشيطان ، يعني إبليس وحده فاهدوهم إلى صراط يعني ادعوهم إلى طريق الجحيم والجحيم ما عظم الله عز وجل من النار.

وقفوهم إنهم مسئولون فلما سيقوا إلى النار حبسوا فسألهم خزنة جهنم : ألم تأتكم رسلكم بالبينات ؟ قالوا : بلى ، ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين ، يقول الخازن : ما لكم لا تناصرون نظيرها في الشعراء : هل ينصرونكم يقول الكفار : ما لشركائكم الشياطين لا يمنعونكم من العذاب.

يقول الله عز وجل لمحمد صلى الله عليه وسلم : بل هم اليوم مستسلمون للعذاب وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون يتكلمون قالوا : قال قائل من الكفار لشركائهم الشياطين إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين يعنون من قبل الحق ، نظيرها في الحاقة : لأخذنا منه باليمين بالحق ، وقالوا للشياطين : أنتم زينتم لنا ما نحن عليه ، فقلتم : إن هذا الذي نحن عليه هو الحق.

قالوا قالت لهم الشياطين بل لم تكونوا مؤمنين مصدقين بتوحيد الله عز وجل وما كان لنا عليكم من سلطان من ملك فنكرهكم على متابعتنا بل كنتم قوما طاغين عاصين.

التالي السابق


الخدمات العلمية