الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين  فإن خفتم فرجالا أو ركبانا فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون  

                                                                                                                                                                                                                                      حافظوا على الصلوات يعني : الصلوات الخمس ؛ على وضوئها ، ومواقيتها ، وركوعها وسجودها والصلاة الوسطى وهي في الخمس .

                                                                                                                                                                                                                                      يحيى : عن عثمان ، عن أبي إسحاق الهمداني ، عن الحارث ، عن علي قال : (سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة الوسطى فقال : هي صلاة العصر التي فرط فيها نبي الله سليمان صلى الله عليه وسلم) .  

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 241 ] وقوموا لله قانتين أي : مطيعين .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : معنى قانتين هنا : أي : ممسكين عن الكلام ؛ وأصل القنوت : الطاعة .

                                                                                                                                                                                                                                      فإن خفتم فرجالا أو ركبانا تفسير قتادة قال : هذا عند الضراب [ ص: 242 ] بالسيوف ؛ راكبا كنت ، أو ساعيا ، أو ماشيا ؛ إن استطعت فركعتين ، وإلا فركعة تومئ برأسك إيماء أينما توجهت .

                                                                                                                                                                                                                                      قال يحيى : وبلغني أنه إذا كان الأمر أشد من ذلك ، كبر أربع تكبيرات .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : قوله : فرجالا أو ركبانا معناه : فصلوا رجالا أو ركبانا ، و (رجالا) جمع راجل ؛ كما قالوا : صاحب وصحاب ، والخوف ها هنا ؛ باليقين لا بالظن . فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون يعني : فصلوا لله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية