الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      تفسير اقرأ باسم ربك الذي خلق وهي مكية كلها

                                                                                                                                                                                                                                      بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                      اقرأ باسم ربك الذي خلق  خلق الإنسان من علق  اقرأ وربك الأكرم  الذي علم بالقلم  علم الإنسان ما لم يعلم  كلا إن الإنسان ليطغى  أن رآه استغنى إن إلى ربك الرجعى  أرأيت الذي ينهى  عبدا إذا صلى  أرأيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى أرأيت إن كذب وتولى ألم يعلم بأن الله يرى  كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية  ناصية كاذبة خاطئة فليدع ناديه سندع الزبانية  كلا لا تطعه واسجد واقترب  

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : اقرأ باسم ربك الذي خلق " أول ما كلم جبريل النبي عليه السلام حين تبدى له قال له : اقرأ باسم ربك الذي خلق إلى قوله : إن إلى ربك الرجعى   .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : الذي علم بالقلم وهو الكتاب بالقلم .

                                                                                                                                                                                                                                      كلا قال الحسن : معناها حقا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى تفسير الكلبي : يعني : يرتفع من منزلة إلى منزلة قال بعضهم : نزلت في أبي جهل إن إلى ربك الرجعى المرجع يوم القيامة أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى كان أبو جهل ينهى النبي عليه السلام عن الصلاة أرأيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى وهو محمد كان على الهدى وأمر العباد بطاعة الله .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 148 ] أرأيت إن كذب وتولى يعني : أبا جهل كذب بكتاب الله ، وتولى عن طاعة الله ألم يعلم بأن الله يرى عمله كلا لئن لم ينته أبو جهل عن كفره وتكذيبه لنسفعا بالناصية لنأخذن بناصيته تجره الملائكة بناصيته فتلقيه في النار .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : يقال : سفعت بالشيء إذا قبضت عليه وجبذته جبذا شديدا .

                                                                                                                                                                                                                                      فليدع ناديه سندع الزبانية فليدع أبو جهل إذا دعونا بالزبانية خزنة النار فجروا بناصيته إلى النار فليدع حينئذ ناديه ، يعني : عشيرته وجلساءه فليمنعوه من ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : واحد الزبانية : زبنية مأخوذ من الزبن ، والزبن : الدفع ، كأنهم يدفعون أهل النار إليها .

                                                                                                                                                                                                                                      كلا لا تطعه لا تطع أبا جهل فيما يأمرك به يقوله للنبي عليه السلام واسجد أي : وصل لربك واقترب وهو الدنو أقرب ما يكون العبد إلى الله إذا كان ساجدا .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 149 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية