الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      تفسير لم يكن الذي كفروا وهي مدنية كلها

                                                                                                                                                                                                                                      بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                      لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة  رسول من الله يتلو صحفا مطهرة  فيها كتب قيمة وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة  وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة  إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية  إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية  جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه  

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين أي : منتهين عن كفرهم حتى تأتيهم البينة رسول من الله وهو محمد عليه السلام يتلو صحفا يعني : القرآن مطهرة من الشرك والكفر فيها كتب قيمة أي : مستقيمة لا عوج فيها ، يعني : التي جاءت بها الأنبياء .

                                                                                                                                                                                                                                      وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة قال محمد : قيل : يعني : ما تفرقوا في مللهم وكفرهم بالنبي عليه السلام إلا أن تفطنوا أنه الذي وعدوا به في التوراة والإنجيل وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء والحنيف في تفسير [ ص: 152 ] الحسن : المخلص ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة أي : يقرون بها وذلك دين القيمة تفسير السدي : الملة المستقيمة أولئك هم شر البرية يعني : الخلق .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : أكثر القراءة (البرية) بلا همز ؛ لكثرة الاستعمال واشتقاق اللفظة من : برأ الله الخلق [ابتدأه] .

                                                                                                                                                                                                                                      يحيى : عن حماد ، عن أبي المهزم ، عن أبي هريرة قال : " المؤمن أكرم على الله من الملائكة الذين عنده " .  

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : رضي الله عنهم ورضوا عنه أي : ورضوا ثوابه ذلك لمن خشي ربه .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 153 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية