الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون  ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وأنتم لا تعلمون  ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين  إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين  

                                                                                                                                                                                                                                      يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون قال الحسن : وذلك أنهم نحلوه أنه كان على دينهم ؛ فقالت اليهود ذلك ، وقالت النصارى ذلك . فكذبهم الله جميعا ، وأخبر أنه كان مسلما ، ثم احتج عليهم أنه إنما أنزلت التوراة والإنجيل بعده ؛ أي : إنما كانت اليهودية بعد التوراة ، والنصرانية بعد الإنجيل .

                                                                                                                                                                                                                                      ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم أي : بما كان في زمانكم وأدركتموه فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم أن إبراهيم لم يكن يهوديا ولا نصرانيا ، ولكن حنيفا مسلما وما كان من المشركين وأنتم لا تعلمون .

                                                                                                                                                                                                                                      إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه قال قتادة : أي : على ملته وهذا النبي يعني : محمدا عليه السلام والذين آمنوا يعني : المؤمنين الذين (عرفوا) نبي الله واتبعوه .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 295 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية