وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين
وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا لا يستقدم ، ولا يستأخر عنه .
قال محمد : ونصب كتابا على معنى : كتب ذلك كتابا . ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها مثل قوله : من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها يعني : الجنة .
قال وقوله : محمد : ومن يرد ثواب الدنيا قيل : معناه : من كان إنما يقصد بعمله الدنيا وكأين من نبي أي : وكم من نبي (قتل معه ربيون كثير) أي : جموع كثيرة ، وتقرأ : قاتل معه فما وهنوا أي : ضعفوا وعجزوا . وما استكانوا أي : وما ارتدوا عن بصيرتهم .
قال الربة : الجماعة ، ويقال للجمع : ربي ؛ كأنه نسب إلى الربة ؛ فإذا جمع قيل : ربيون ، ومعنى استكانوا : خشعوا وذلوا . محمد :
[ ص: 324 ] وما كان قولهم حين لقوا عدوهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا يريدون : خطاياهم .
فآتاهم الله أعطاهم ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة أما ثواب الدنيا : فالنصر على عدوهم ، وأما ثواب الآخرة : فالجنة .
قال تقرأ محمد : وما كان قولهم بالرفع والنصب ؛ فمن قرأ بالرفع : جعل خبر (كان) ما بعد (إلا) والأكثر في الكلام أن يكون الاسم هو ما بعد (إلا) فيكون المعنى : وما كان قولهم إلا استغفارهم .