الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون  ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون  وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون  

                                                                                                                                                                                                                                      وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك أي : لن نصدقك حتى نرى الله جهرة أي : عيانا فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون قال قتادة : أميتوا عقوبة ، ثم بعثوا ؛ ليستكملوا بقية آجالهم وظللنا عليكم الغمام قال قتادة : سألوا موسى الأبنية ؛ وهم في التيه في البرية ، فظلل الله عليهم الغمام . قال مجاهد : الغمام غير السحاب .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : واحد الغمام : غمامة ؛ وهي عند أهل اللغة البيضاء من السحاب وأنزلنا عليكم المن والسلوى قال قتادة : المن كان ينزل عليهم من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، وكان أشد بياضا من الثلج ، وأحلى من العسل ؛ فيأخذ أحدهم ما يكفيه يومه ؛ فإن تعدى ذلك فسد ، ولم يبق عنده حتى إذا كان يوم سادسهم - يعني : يوم الجمعة - أخذوا ما يكفيهم لذلك اليوم ، وليوم سابعهم - يعني : السبت - فيبقى عندهم ؛ لأن يوم السبت كانوا يعبدون الله - جل وعز - فيه ، ولا يشخصون لشيء من الدنيا ، ولا يطلبونه . والسلوى : [ ص: 142 ] السماني طائر إلى الحمرة كانت تحشرها عليهم الجنوب ؛ فيذبح الرجل ما يكفيه ليومه ذلك ؛ فإن تعدى ذلك فسد ، ولم يبق عنده ، إلا يوم الجمعة ؛ فإنهم كانوا يذبحون ما يكفيهم ليومهم وللسبت . كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا أي : نقصونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ينقصون بمعصيتهم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية