ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين
ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء البأساء : البؤس ؛ وهي الشدائد من الجدوبة ، وشدة المعاش . والضراء يعني : الضر من الأمراض والأوجاع لعلهم يتضرعون فلولا يعني : فهلا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا أي : أنهم لم يتضرعوا ولكن قست قلوبهم غلظت فلم يؤمنوا ، وهذا فإذا لم يؤمنوا أهلكهم الله . الذي كان يصيب الأمم من البأساء والضراء إنما هو شيء يبتليهم الله به قبل العذاب لعلهم يؤمنون ؛
فلما نسوا ما ذكروا به أي : كذبوا ما جاءتهم به الرسل .
فتحنا عليهم أبواب كل شيء من الرزق حتى إذا فرحوا بما أوتوا بما أعطوا أخذناهم بغتة يعني : بالعذاب فجأة فإذا هم مبلسون ييأسون فقطع دابر أصل القوم الذين ظلموا أشركوا .
[ ص: 69 ]