تفسير سورة الحجر وهي مكية كلها
(بسم الله الرحمن الرحيم)
الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذا منظرين
قوله : الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين بين ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين .
يحيى : عن عثمان ، عن حماد ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن قال : يقول أهل النار لمن دخلها من أهل التوحيد : قد كان هؤلاء مسلمين ، فما أغنى عنهم ؟ ! قال : فيغضب لهم ربهم فيدخلهم الجنة ، فعند ذلك يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين . عبد الله بن مسعود ذرهم يأكلوا يعني : المشركين ، يأكلوا ويتمتعوا في الدنيا ويلههم الأمل الذي يأملون من الدنيا فسوف يعلمون يوم القيامة ؛ وهذا وعيد ، وكان هذا قبل أن يؤمر بقتالهم ، ثم أمر بقتالهم ، ولا يذرهم حتى يسلموا أو يقتلوا ؛ يعني : مشركي العرب .
[ ص: 380 ] وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم يعني : الوقت الذي يهلكون فيه ؛ يعني : من أهلك من الأمم السالفة بتكذيبهم رسلهم ما تسبق من أمة أجلها يعني : الأمم الخالية أجلها وقت العذاب وما يستأخرون عنه .
وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر يعني : القرآن ؛ فيما تدعي إنك لمجنون يعنون : محمدا لو ما أي : لولا تأتينا بالملائكة حتى تشهد أنك رسول الله إن كنت من الصادقين فنصدقك .
قال الله : ما ننزل الملائكة حتى تعاينونهم إلا بالحق يعني : بعذابهم واستئصالهم وما كانوا إذا منظرين طرفة عين بعد نزول الملائكة .