ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فأبى أكثر الناس إلا كفورا وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله والملائكة قبيلا أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا
[ ص: 40 ] ولقد صرفنا للناس أي : ضربنا لهم في هذا القرآن من كل مثل .
حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا أي : عينا ببلدنا هذا أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها خلال تلك الجنة أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا قطعا ، في تفسير قتادة أو تأتي بالله والملائكة قبيلا أي : عيانا ، في تفسير . قتادة
قال : (قبيلا) مأخوذ من المقابلة . محمد
أو يكون لك بيت من زخرف أي : من ذهب أو ترقى تصعد في السماء ولن نؤمن لرقيك لصعودك أيضا ؛ فإن السحرة قد تفعل ذلك ، فتأخذ بأعين الناس حتى تبدل حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه إلى كل إنسان بعينه ، من الله إلى فلان ابن فلان وفلان ابن فلان وفلان ابن فلان أن آمنوا بمحمد فإنه رسولي .
قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا أي : هل كانت الرسل تأتي فيما مضى بكتاب من الله إلى كل إنسان بعينه ؟ ! أنتم أهون على الله من أن يفعل بكم هذا .
وما منع الناس يعني : المشركين أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا على الاستفهام ، أي : لم يبعث الله بشرا رسولا ، فلو كان من الملائكة لآمنا به .
قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين أي : قد اطمأنت بهم الدار فهي مسكنهم لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا ولكن فيها بشر ؛ [ ص: 41 ] فأرسلنا إليهم بشرا مثلهم .