قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم إنه كان بعباده خبيرا بصيرا ومن يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا ذلك جزاؤهم بأنهم كفروا بآياتنا وقالوا أإذا كنا عظاما ورفاتا أإنا لمبعوثون خلقا جديدا
قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم قال : المعنى : كفى الله شهيدا ، والنصب يجوز في قوله : (شهيدا) على نوعين : إن شئت على التمييز ؛ كفى الله من الشهداء ، وإن شئت على الحال ؛ كفى الله في حال الشهادة . محمد وما منع الناس أن يؤمنوا موضع (أن) نصب وقوله : إلا أن قالوا موضع (أن) رفع ، المعنى : ما منعهم من الإيمان إلا قولهم .
ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه أي : يمنعونهم من عذاب الله . ونحشرهم يوم القيامة قال السدي : يعني : نسوقهم بعد الحساب إلى النار على وجوههم عميا وبكما وصما أما (عميا) فعموا في النار حين دخلوها فلم يبصروا فيها شيئا وهي سوداء مظلمة لا يضيء لهبها ، و(بكما) : خرسا ؛ انقطع كلامهم حين قال : اخسئوا فيها ولا تكلمون و(صما) : أذهب الزفير والشهيق بسمعهم ؛ فلا يسمعون منه شيئا ، وقال في آية أخرى : [ ص: 42 ] وهم فيها لا يسمعون .
كلما خبت زدناهم سعيرا تفسير : كلما طفئت أسعرت . مجاهد
قال : خبت النار تخبو خبوا ؛ إذا سكن لهبها ، فإن سكن اللهب ولم يطفأ الجمر ، قيل : خمدت تخمد خمودا ، وإن طفئت ولم يبق منها شيء قيل : همدت تهمد همودا . محمد
وقوله : (زدناهم سعيرا) أي : نارا تسعر تتلهب .