الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا  وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا  وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا  وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا  

                                                                                                                                                                                                                                      ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها أي : لم يؤمن بها ؛ أي : لا أحد أظلم منه . إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أغطية أن يفقهوه لئلا يفقهوه وفي آذانهم وقرا وهو الصمم عن الهدى وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا يعني : الذين يموتون على شركهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وربك الغفور ذو الرحمة يعني : لمن آمن .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 71 ] بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا قال الحسن : ملجأ .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : يقال : وأل فلان إلى كذا ، إذا لجأ ، ويقال : لا وألت نفسك أي : لا نجت ، وفلان موائل أي : (مبادر) لينجو ، ومن هذا قول الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                      [لا واءلت نفسك خليتها للعامريين ولم تكلم]



                                                                                                                                                                                                                                      قوله : وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا أي : أشركوا وجحدوا رسلهم وجعلنا لمهلكهم أي : لعذابهم موعدا أجلا ووقتا .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : من قرأ : (لمهلكهم) بضم الميم وفتح اللام فهو مصدر أهلكه إهلاكا ومهلكا . ومن قرأ : (لمهلكهم) بنصب الميم واللام ؛ أراد هلكوا مهلكا .

                                                                                                                                                                                                                                      وإذ قال موسى لفتاه وهو يوشع بن نون لا أبرح أي : لا أزول حتى أبلغ مجمع البحرين يعني : حيث التقيا . قال قتادة : يعني : بحر فارس والروم أو أمضي حقبا الحقب : سبعون سنة ، وقيل : ثمانون .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 72 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية