الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا  خالدين فيها لا يبغون عنها حولا  قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا  قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا  

                                                                                                                                                                                                                                      إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا .

                                                                                                                                                                                                                                      يحيى : عن إبراهيم بن محمد ، عن صالح مولى التوءمة ، عن أبي هريرة قال : " الفردوس جبل في الجنة تنفجر منه أنهار الجنة " .  

                                                                                                                                                                                                                                      خالدين فيها لا يبغون عنها حولا أي : تحولا .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : يقال : قد حال من مكانه حولا .

                                                                                                                                                                                                                                      قل لو كان البحر مدادا القلم يستمد منه للكتاب لكلمات ربي أي : لعلم ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا [ ص: 86 ] أي : آخر مثله من باب المدد .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : (مددا) منصوب على التمييز .

                                                                                                                                                                                                                                      قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد وذلك أن المشركين قالوا له : ما أنت إلا بشر مثلنا . فقال الله : قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه أي : يخاف البعث فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا أي : يخلص له العمل .

                                                                                                                                                                                                                                      يحيى : عن الفرات بن سلمان ، عن عبد الكريم الجزري ، عن طاوس ، أن رجلا قال : " يا رسول الله ، إني رجل أقف المواقف أريد وجه الله ، وأحب أن يرى مكاني!  فلم يرد عليه رسول الله عليه السلام شيئا ، فنزلت هذه الآية : فمن كان يرجو لقاء ربه إلى آخرها " .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 87 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية