الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين  الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون  أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون  

                                                                                                                                                                                                                                      ولنبلونكم بشيء من الخوف يعني : [القتال] ؛ في تفسير السدي . والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات يعني بنقص الأنفس : الموت وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : قوله : بشيء ، ولم يقل : بأشياء - هو من الاختصار ؛ المعنى : بشيء من الخوف ، وشيء من الجوع ، وشيء من نقص الأموال .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : إنا لله أي : نحن وأموالنا لله ، ونحن عبيده يصنع بنا ما يشاء ؛ يعني : ذلك صلاح لنا وخير ، ومعنى وإنا إليه راجعون أي : نحن مقرون [بأننا نبعث] ونعطى الثواب على تصديقنا ، والصبر على ما ابتلانا به .

                                                                                                                                                                                                                                      يحيى : عن يونس بن أبي إسحاق ، عن أبيه ، عن عبد الله بن أبي خليفة قال : (كان عمر يمشي فانقطع شسع نعله فاسترجع فقال له رجل : ما لك يا أمير المؤمنين ؟ قال : انقطع شسع نعلي فساءني ذلك ، وكل ما ساءك فهو مصيبة) .

                                                                                                                                                                                                                                      يحيى : عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (الصبر عند الصدمة الأولى والعين لا يملكها أحد صبابة المرء إلى أخيه) .  

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 190 ] أولئك عليهم صلوات من ربهم [يعني مغفرة] ورحمة وأولئك هم المهتدون يعني : الموفقين .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية