إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين
وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها أي : حين لم يكن فيها نبات فأنبتت وبث فيها يعني : خلق وتصريف الرياح يعني : تلوينها ؛ في تفسير السدي والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون وهم المؤمنون .
ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يعني : أعدالا يعدلونهم به ؛ أي : يعبدونهم يحبونهم كحب الله كحب المؤمنين الله والذين آمنوا أشد حبا لله من المشركين لأوثانهم ولو يرى الذين ظلموا أي : أشركوا إذ يرون العذاب أي : [أنك] ستراهم إذا دخلوا النار ؛ وهنالك يعلمون أن القوة القدرة لله جميعا وإن كانوا عن قدرة الله وعزته في الدنيا غافلين إذ تبرأ الذين اتبعوا قال وهم الرؤساء في الشرك قتادة : من الذين اتبعوا وهم الضعفاء ؛ اتبعوهم على عبادة الأوثان ورأوا العذاب أي : دخلوا فيه وتقطعت بهم الأسباب يعني : ما كانوا يتواصلون به في الدنيا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم أي : ندامة .
يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا قال يعني : لا تأكلوا ، ولا تنفقوا مما يحرم عليكم . محمد : ولا تتبعوا خطوات الشيطان أي : ما يأمركم به .
قال خطوات جمع : خطوة ، والخطوة بالضم : ما بين [ ص: 194 ] القدمين . والمعنى : لا تتبعوا سبيل الشيطان ومسلكه . والخطوة بفتح الخاء : الفعلة الواحدة . محمد : إنه لكم عدو مبين يعني : بين العداوة .