الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين  ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين  ثم إنكم بعد ذلك لميتون  ثم إنكم يوم القيامة تبعثون  ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وما كنا عن الخلق غافلين  

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 196 ] ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين خلق الله آدم من طين (ثم جعل نسله بعد من سلالة من ماء مهين ، يعني : النطفة ثم جعلناه نطفة في قرار مكين يعني : الرحم ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة يكون في بطن أمه نطفه أربعين ليلة ، ثم يكون علقة أربعين ليلة ، ثم يكون مضغة أربعين ليلة فخلقنا المضغة عظاما يعني : جماعة العظام .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : (علقة) واحدة : العلق ، وهو الدم ، و(المضغة) : اللحمة الصغيرة سميت بذلك ؛ لأنها بقدر ما يمضغ . ثم أنشأناه خلقا آخر يعني : ذكرا أو أنثى ، في تفسير الحسن فتبارك الله هو من باب البركة أحسن الخالقين إن العباد قد يخلقون ، ويشبهون بخلق الله ، ولا يستطيعون أن ينفخوا فيه الروح .

                                                                                                                                                                                                                                      يحيى : عن الربيع بن صبيح ، عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المصورون يعذبون يوم القيامة ،  ويقال لهم : أحيوا ما خلقتم " من حديث يحيى بن محمد .

                                                                                                                                                                                                                                      يحيى : عن أبي أمية بن يعلى الثقفي ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : " قال الله : من أظلم ممن يخلق كخلقي ، فليخلقوا [ ص: 197 ] ذبابا أو ذرة أو بعوضة " .  ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق تفسير مجاهد : يعني : سبع سموات بعضها فوق بعض .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : (طرائق) جمع : طريقة ؛ يقال : طارقت الشيء ، إذا جعلت بعضه فوق بعض ، ومنه قولهم : ريش طراق . وما كنا عن الخلق غافلين يعني : أن ننزل عليهم ما يحييهم ، وما يصلحهم من هذا المطر ، في تفسير الحسن .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية