رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور
رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع التجارة : الجالب [للمتاع] والبيع : الذي يبيع على يديه عن ذكر الله ذكر الله في هذا الموضع : الأذان ؛ كانوا إذا سمعوا المؤذن تركوا بيعهم وقاموا إلى الصلاة وإقام الصلاة يعني : الصلوات الخمس وإيتاء الزكاة يعني : المفروضة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار يعني : قلوب الكفار وأبصارهم ، وتقلب القلوب : أن القلوب انتزعت من أماكنها ، فغصت بها الحناجر فلا هي ترجع إلى أماكنها ولا هي تخرج ، وأما تقلب الأبصار فالزرق بعد الكحل ، والعمى بعد البصر ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ثواب ما عملوا) يجزيهم به الجنة ويزيدهم من فضله فأهل الجنة أبدا في مزيد والله يرزق من يشاء بغير حساب تفسير بعضهم : لا يحاسبهم أبدا بما أعطاهم الله .
والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة قال : وهو القاع القرقرة [ ص: 239 ] مجاهد يحسبه الظمآن العطشان ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا والعطشان مثل الكافر ، والسراب (مثل عمله ؛ يحسب أنه يغني عنه شيئا حتى يأتيه الموت ، فإذا جاءه الموت لم يجد عمله أغنى عنه شيئا) إلا كما ينفع السراب العطشان .
قال : القيعة والقاع عند أهل اللغة : ما انبسط من الأرض ، ولم يكن فيه نبات ، وهو الذي أراد محمد فالذي [يصير] فيه نصف النهار يرى كأن فيه ماء يجري ، وذلك هو السراب . مجاهد
قوله : ووجد الله عنده فوفاه حسابه يعني : ثواب عمله ، وهو النار يوم القيامة والله سريع الحساب أي : قد جاء الحساب أو كظلمات في بحر لجي أي : عميق يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض يعني : ظلمة البحر وظلمة السحاب وظلمة الليل ، هذا مثل الكافر ؛ يقول : قلبه مظلم في صدر مظلم في جسد مظلم إذا أخرج يده لم يكد يراها من شدة الظلمة .