الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون  يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين  يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون  يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون  كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون  والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العاملين  الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون  وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم  

                                                                                                                                                                                                                                      ويستعجلونك بالعذاب كان النبي عليه السلام يخوفهم العذاب إن لم يؤمنوا ، فكانوا يستعجلون به ؛ استهزاء وتكذيبا . قال الله : ولولا أجل مسمى النفخة [الأولى]  لجاءهم العذاب إن الله أخر عذاب كفار آخر هذه الأمة بالاستئصال إلى النفخة الأولى ، بها يكون هلاكهم [ ص: 351 ] يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم كقوله : لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون أي : ثواب ما كنتم تعملون في الدنيا يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة أمرهم في هذه الآية بالهجرة إلى المدينة  فإياي فاعبدون أي : في تلك الأرض التي أمركم أن تهاجروا إليها ، يعني : المدينة .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : (فإياي) منصوب بفعل مضمر الذي ظهر تفسيره ، المعنى فاعبدوا إياي : فاعبدون .

                                                                                                                                                                                                                                      لنبوئنهم أي : لنسكننهم من الجنة غرفا .

                                                                                                                                                                                                                                      نعم أجر العاملين نعم ثواب العاملين في الدنيا يعني : الجنة وكأين أي : وكم من دابة لا تحمل رزقها يعني : تأكل بأفواهها ، ولا تحمل شيئا لغد .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية