ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا لظلوا من بعده يكفرون فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين وما أنت بهاد العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم ولا هم يستعتبون
ولئن أرسلنا ريحا فأهلكنا به ذلك الزرع فرأوه يعني : الزرع مصفرا لظلوا من بعده [لصاروا] من بعد ذلك المطر يكفرون .
فإنك لا تسمع الموتى يعني : الكفار الذين يموتون على كفرهم ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين [يقول : إن الصم لا يسمعون الدعاء إذا ولوا مدبرين] وهذا مثل الكفار أنهم إذا تولوا عن الهدى لم يسمعوه سمع قبول .
قال وما أنت بهاد العمي يعني : الكفار هم عمي عن الهدى [ ص: 370 ] إن تسمع إن : يقبل منك إلا من يؤمن بآياتنا .
قال : (إن تسمع) أي : ما تسمع . محمد
الله الذي خلقكم من ضعف يعني : نطفة الرجل ثم جعل من بعد ضعف قوة يعني : الشبيبة . يقسم المجرمون يحلف المشركون ما لبثوا في الدنيا في قبورهم غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون يصدون في الدنيا عن الإيمان بالبعث وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث وهذا من مقاديم الكلام . يقول : وقال الذين أوتوا العلم في كتاب الله والإيمان : لقد لبثتم إلى يوم القيامة يعني : لبثهم الذي كان في الدنيا وفي قبورهم إلى أن بعثوا فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم في الدنيا لا تعلمون أن البعث حق فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا أشركوا معذرتهم ولا هم يستعتبون لا يردون إلى الدنيا فيعتبون أي : يؤمنون .