الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور  ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور  واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير  

                                                                                                                                                                                                                                      وأمر بالمعروف بالتوحيد وانه عن المنكر الشرك إن ذلك من عزم الأمور والعزم أن يصبر (ولا تصاعر خدك للناس) لا تعرض بوجهك عنهم استكبارا .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : ومن قرأ (تصعر) فعلى وجه المبالغة ، وأصل الكلمة من قولهم : أصاب البعير صعر ؛ إذ أصابه داء فلوى منه عنقه .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 376 ] قال المتلمس :

                                                                                                                                                                                                                                      وكنا إذا الجبار صعر خده أقمنا له من رأسه فتقوما



                                                                                                                                                                                                                                      قوله : ولا تمش في الأرض مرحا أي : تعظما إن الله لا يحب كل مختال فخور أي : متكبر فخور ، يعني : يزهى بما أعطي ، ولا يشكر الله واقصد في مشيك كقوله : ولا تمش في الأرض مرحا واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات يعني : أقبح لصوت الحمير .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : معنى (اغضض) : انقص ، المعنى : عرفه قبح رفع الصوت  في المخاطبة والملاحاة بقبح أصوات الحمير ؛ لأنها عالية .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية