أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة أولئك الأحزاب إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب
[ ص: 83 ] أم عندهم خزائن رحمة ربك قال السدي : يعني : مفاتح النبوة ، فيعطوا النبوة من شاءوا ، ويمنعوا من شاءوا; أي : ليس ذلك عندهم .
أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما على الاستفهام; أي : ليس لهم من ذلك شيء فليرتقوا فليصعدوا في الأسباب قال السدي : يعني : في الأبواب; أبواب السماوات إن كانوا يقدرون على ذلك; أي : لا يقدرون عليه .
قال المعنى إذا ادعوا شيئا من هذه الأشياء التي لا يملكها إلا الله فليصعدوا في الأسباب التي توصلهم إلى السماء . محمد :
جند ما هنالك أي : جند هنالك ، و " ما " صلة زائدة مهزوم من الأحزاب يخبر بأن محمدا صلى الله عليه وسلم سيهزمهم يوم بدر كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد تفسير كان إذا غضب على أحد أوتد له أربعة أوتاد على يديه ورجليه قتادة : وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة يعني : قوم شعيب ، والأيكة : الغيضة أولئك الأحزاب يعني به كفار من ذكر تحزبوا على أنبيائهم إن كل يعني : من أهلك ممن (مضى ) من الأمم السالفة .
إلا كذب الرسل فحق عقاب يعني : عقوبته إياهم بالعذاب وما ينظر هؤلاء يعني : كفار آخر هذه الأمة إلا صيحة واحدة يعني : النفخة الأولى بها يكون هلاكهم ما لها من فواق قال الكلبي : يعني ما لها من نظرة; أي : من تأخير .
قال تقرأ (فواق ) بضم الفاء وفتحها وهو ما بين حلبتي الناقة ، [ ص: 84 ] وذلك أن تحلب وتترك ساعة; حتى ينزل شيء من اللبن ، ثم تحلب فما بين الحلبتين فواق; فاستعير الفواق في موضع الانتظار . محمد :
وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب تفسير الكلبي : قالوا ذلك حين ذكر الله في كتابه : (فمن أوتي كتابه بيمينه ، ومن أوتي كتابه بشماله ) والقط : الصحيفة المكتوبة; أي : عجل لنا كتابنا الذي يقول محمد حتى نعلم أبأيماننا نأخذ كتبنا أم بشمائلنا - إنكارا لذلك واستهزاء .
قال وجمع القط : قطوط . محمد :