الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              معلومات الكتاب

              تهذيب الآثار للطبري

              الطبري - محمد بن جرير الطبري

              صفحة جزء
              207 - وحدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ، قال: حدثنا معتمر بن سليمان ، قال: سمعت داود ، عن شهر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية، فنزلوا على رجل، فأتاهم بعتود، أو شاة ليذبحوها، فقالوا: مهزولة فأبوا أن يذبحوها، وله ظلة فيها غنم له، قال: فقالوا: أخرج الغنم حتى نكون في الظل، فقال: أخشى على غنمي، أرض فيها السموم، أن تخدج، فقالوا: أنفسنا أحب إلينا من غنمك فأخرجوا الغنم، وكانوا في الظلة، فأخدجت غنمه، قال: فانطلق فأخبر بصنيعهم النبي صلى الله عليه وسلم، فلما جاءوا ذكر لهم النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال له الرجل، فقالوا: كذب وأثم، ما كان مما يقول شيء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل منهم: "إن يكن في أحد من أصحابك خير، فعسى أن تكون أنت تصدقني" ، فأخبره كما أخبره الرجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تتهافتون في الكذب تهافت الفراش في النار" .

              ثم قال: " إن الكذب يكتب كله، لا محالة كذبا، إلا أن يكذب الرجل في الحرب، فإن الحرب خدعة أو قال: خدعة وأن يكذب الرجل بين الرجلين ليصلح بينهما، وأن يكذب أهله "  يعني امرأته .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية