الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              معلومات الكتاب

              تهذيب الآثار للطبري

              الطبري - محمد بن جرير الطبري

              صفحة جزء
              ذكر من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: رأيت الأنبياء، الذين ذكر عنه أنه رآهم ليلة أسرى به، ببيت المقدس

              715 - حدثني يونس بن عبد الأعلى الصدفي ، قال: أخبرنا ابن وهب ، قال: حدثني يعقوب بن عبد الرحمن الزهري ، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ، عن أنس بن مالك ، قال: لما أتى جبريل بالبراق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فكأنها صرت أذنيها" ، فقال لها جبريل عليه السلام:  مه يا براق، والله إن ركبك مثله. فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو بعجوز على جنب الطريق، فقال: "ما هذه يا جبريل ؟" ، قال: سر يا محمد فسار ما شاء الله أن يسير، فإذا شيء يدعوه متنحيا عن الطريق: هلم يا محمد قال له جبريل : سر يا محمد. فسار ما شاء الله أن يسير، قال: ثم لقيه خلق من الخلق، فقال أحدهم: السلام عليك يا أول، والسلام عليك يا آخر، والسلام [ ص: 411 ] عليك يا حاشر. فقال له جبريل : اردد السلام يا محمد، قال: فرد السلام، ثم لقيه الثاني، فقال له مثل مقالة الأول، ثم لقيه الثالث فقال له مثل مقالة الأولين، حتى انتهى إلى بيت المقدس، فعرض عليه الماء واللبن والخمر، فتناول رسول الله صلى الله عليه وسلم اللبن، فقال له جبريل عليه السلام: أصبت الفطرة،  لو شربت الماء لغرقت وغرقت أمتك، ولو شربت الخمر لغويت وغويت أمتك، ثم بعث له آدم فمن دونه من الأنبياء، فأمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الليلة، ثم قال له جبريل عليه السلام: أما العجوز التي رأيت من على جنب الطريق، فلم يبق من الدنيا إلا ما بقى من تلك العجوز، وأما الذي أراد أن تميل إليه، فذاك عدو الله إبليس أراد أن تميل إليه، وأما الذين سلموا عليك، فذاك إبراهيم وموسى وعيسى صلوات الله عليهم .

              [ ص: 412 ]

              التالي السابق


              الخدمات العلمية