الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              معلومات الكتاب

              تهذيب الآثار للطبري

              الطبري - محمد بن جرير الطبري

              صفحة جزء
              716 - حدثني يونس بن عبد الأعلى ، قال: أخبرنا ابن وهب ، قال: أخبرني يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب ، قال: أخبرني ابن المسيب ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " أسري به على البراق، وهي دابة إبراهيم التي كان يزور عليها البيت الحرام، يقع حافرها موضع طرفها، قال: "فمررت ببعير من عيرات قريش بواد من تلك الأودية، فنفرت العير، ومنها بعير عليه غرارتان سوداء وورقاء" ، حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم إيلياء، فأتي بقدحين، قدح لبن وقدح خمر، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قدح اللبن، فقال له جبريل عليه السلام: هديت إلى الفطرة، لو أخذت قدح الخمر غوت أمتك، قال ابن شهاب ، فأخبرني ابن المسيب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي هناك إبراهيم، وموسى وعيسى صلوات الله عليهم، فنعتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم،  فقال: " أما موسى فضرب رجل الرأس، كأنه من رجال شنوءة، وأما عيسى فرجل أحمر كأنما خرج من ديماس، فأشبه من رأيت به عروة بن مسعود الثقفي ، وأما إبراهيم فأنا أشبه ولده به. فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث قريشا أنه أسري به، قال: فارتد ناس كثير بعد ما أسلموا .

              قال أبو سلمة: فأتي أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فقيل له: هل لك في صاحبك؟ يزعم أنه أسري به إلى بيت المقدس ثم رجع في ليلة واحدة قال أبو بكر: أو قال ذلك؟ قالوا: نعم، قال: فأشهد، إن كان قال ذلك، لقد صدق، قالوا: أفتشهد أنه جاء الشام في ليلة واحدة؟ قال: إني أصدقه بأبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء .

              قال أبو سلمة ، سمعت جابر بن عبد الله ، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لما كذبتني قريش ، قمت فمثل الله لي بيت المقدس، فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه" .  

              [ ص: 413 ]

              التالي السابق


              الخدمات العلمية