الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              معلومات الكتاب

              تهذيب الآثار للطبري

              الطبري - محمد بن جرير الطبري

              صفحة جزء
              198 - حدثني به يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا ابن علية ، عن يونس ، عن الحسن قال : قال عثمان بن أبي العاص : " لولا أن أصل رحما ما ابتغيت درهما بدرهم قال : فولي بني أخ له أيتاما أربعة ، حتى إذا أدركوا ، ثم أجاز كل رجل منهم بأربعين ألفا "   .

              فقد بين عثمان بن أبي العاص بقوله : " لولا أن أصل رحما ما ابتغيت درهما بدرهم " : أن ابتغاءه ما يبتغي من المال ، إنما هو ليتعطف به على ذوي أرحامه صلة منه بذلك رحمه التي بينه وبينهم .

              فإن قال : أفما يكون المرء واصلا رحمه إلا بتعطفه عليهم بفضول أمواله أو إن كان الأمر كذلك ، فكل من لم يتعطف على ذوي أرحامه بفضول أمواله ، فهو لرحمه قاطع [ ص: 144 ] قيل : ليس الأمر في ذلك كالذي ذهبت إليه ولكن البر بالأرحام مراتب وفي منازل ، كما منازل الفضل مراتب! وليس كل من لم يبلغ أعلى تلك المراتب يستحق اسم قاطع .

              كما ليس كل من لم يبلغ أعلى منازل الفضل يستحق اسم الذم .

              فواصل رحمه بتعطفه على أهلها بفضول ماله ، وتعاهده إياهم بنصرته ، ومعونته مستحق اسم واصل .

              وواصلها بتعطفه عليهم بفضول ماله ، دون تعاهده إياهم بالنصرة ، والمعونة بالنفس إذا لم يكن لهم مهاجرا ، ولا قاليا : مستحق اسم واصل .

              وواصلها بتعطفه عليهم ، وبمعونته إياهم بنفسه ، ونصرته إياهم دون التعطف عليهم بفضول ماله مستحق اسم واصل .

              وقد بين ذلك : الخبر الوارد عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - الذي :

              التالي السابق


              الخدمات العلمية