فمن ذلك قول الزبير: " فجعل لا يرتفع له شيء إلا هتكه وأفراه " - يعني بقوله: أفراه: شقه وفرقه لإفساده.
والإفراء: ما كان من شق في فساد.
وأما الفري: فهو الشق للإصلاح.
كما قال القائل:
ولأنت تخلق ما فريت وبعض القوم يخلق ثم لا يفري)
[ ص: 568 ] وأما قول المرأة التي قالت: نحن بنات طارق: فإنها عنت بطارق: فيما ذكر الزبير بن بكار ، عن يحيى بن عبد الملك الهديري ، قال: " جلست ليلة وراء الضحاك بن عثمان الحزامي في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وأنا متقنع، فذكر الضحاك ، وأصحابه قول هند يوم أحد: نحن بنات طارق.فقال: ما طارق؟ فقلت لهم: النجم.
فالتفت الضحاك ، فقال: أبا زكريا وكيف ذلك؟ قال: قلت: قال الله عز وجل: والسماء والطارق، وما أدراك ما الطارق.
النجم الثاقب .
فإنما قالت: نحن بنات النجم فقال: أحسنت ".
وأما العسيف الذي روي عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال: " الحقوا خالدا فقولوا له: لا تقتل ذرية ولا عسيفا ": فإنه قد مضى البيان عن معناه في كتابنا هذا في غير هذا الموضع، وأنه الأجير والتابع للقوم على وجه الخدمة لهم: بشواهده، فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع!


