الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              معلومات الكتاب

              تهذيب الآثار للطبري

              الطبري - محمد بن جرير الطبري

              صفحة جزء
              ( القول في البيان عما في هذه الأخبار من الغريب )

              فمن ذلك قول الزبير: " فجعل لا يرتفع له شيء إلا هتكه وأفراه " - يعني بقوله: أفراه: شقه وفرقه لإفساده.

              والإفراء: ما كان من شق في فساد.

              وأما الفري: فهو الشق للإصلاح.

              كما قال القائل:

              ولأنت تخلق ما فريت وبعض القوم يخلق ثم لا يفري)

              [ ص: 568 ] وأما قول المرأة التي قالت: نحن بنات طارق: فإنها عنت بطارق: فيما ذكر الزبير بن بكار ، عن يحيى بن عبد الملك الهديري ، قال: " جلست ليلة وراء الضحاك بن عثمان الحزامي في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وأنا متقنع، فذكر الضحاك ، وأصحابه قول هند يوم أحد: نحن بنات طارق.

              فقال: ما طارق؟ فقلت لهم: النجم.

              فالتفت الضحاك ، فقال: أبا زكريا وكيف ذلك؟ قال: قلت: قال الله عز وجل: والسماء والطارق، وما أدراك ما الطارق.

              النجم الثاقب .

              فإنما قالت: نحن بنات النجم فقال: أحسنت ".

              وأما العسيف الذي روي عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال: " الحقوا خالدا فقولوا له: لا تقتل ذرية ولا عسيفا   ": فإنه قد مضى البيان عن معناه في كتابنا هذا في غير هذا الموضع، وأنه الأجير والتابع للقوم على وجه الخدمة لهم: بشواهده، فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع!

              التالي السابق


              الخدمات العلمية