الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              معلومات الكتاب

              تهذيب الآثار للطبري

              الطبري - محمد بن جرير الطبري

              صفحة جزء
              990 - حدثني يونس بن عبد الأعلى ، أنبأنا ابن وهب ، أخبرني يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب ، قال: اجتمع مروان ، وابن الزبير يوما عند عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فجلسا في حجرتها، وعائشة في بيتها، وبينها وبينهم الحجاب، فساءلا عائشة وحدثتهم، ثم قال مروان:


              من يشإ الرحمن يحفظ بقدرة وليس لمن لم يرفع الله رافع

              فقال ابن الزبير:

              فوض إلى الله الأمور إذا اعترت     وبالله لا بالأقربين ندافع

              فقال مروان:


              داو ضمير القلب بالبر والتقى     لا يستوي قلبان قاس وخاشع

              فقال ابن الزبير:


              لا يستوي عبدان عبد مكلم     وعبد لأرحام الأقارب قاطع

              فقال مروان:


              وعبد يجافي جنبه عن فراشه     يبيت يناجي ربه وهو راكع

              [ ص: 676 ] فقال ابن الزبير:


              فللخير أهل يعرفون بهديهم     إذا اجتمعت عند الخطوب المجامع

              فقال مروان:


              وللشر أهل يعرفون بشكلهم     تشير إليهم بالفجور الأصابع

              قال: فسكت ابن الزبير فلم يجب مروان ، فقالت عائشة: يا أبا عبد الله، ما لك لم تجب صاحبك؟، فوالله ما سمعت تحاور رجلين تحاورا في نحو ما تحاورتما فيه أعجب إلي محاورة منكما.

              فقال ابن الزبير: إني خفت عوار القول فكففت، فقالت عائشة: إن لمروان في الشعر إرثا ليس لك  

              التالي السابق


              الخدمات العلمية