1952 - حدثنا إسماعيل بن يونس ومحمد بن مهران؛ قالا: نا عمرو بن ناجية، نا يغنم بن سالم بن قنبر مولى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، عن قال: لما حشر الله الخلائق إلى أنس بن مالك؛ بابل، بعث إليهم ريحا شرقية وغربية وقبلية وبحرية، فجمعتهم إلى بابل، فاجتمعوا يومئذ ينتظرون لما [ ص: 132 ] حشروا له؛ إذ نادى مناد: من جعل المغرب عن يمينه والمشرق عن يساره واقتصد إلى البيت الحرام بوجهه؛ فله كلام أهل السماء. فقام يعرب بن قحطان، فقيل له: يا يعرب بن قحطان بن هود! أنت هو. فكان أول من تكلم بالعربية، ولم يزل المنادي ينادي: من فعل كذا وكذا فله كذا وكذا؛ حتى افترقوا على اثنين وسبعين لسانا، وانقطع الصوت، وتبلبلت الألسن، فسميت بابل، وكان اللسان يومئذ بابليا، وهبطت ملائكة الخير والشر، وملائكة الحياء والإيمان، وملائكة الصحة والشقاء، وملائكة الغنى، وملائكة الشرف، وملائكة المروءة، وملائكة الجفاء، وملائكة الجهل، وملائكة السيف، وملائكة البأس؛ [فساروا] حتى انتهوا إلى العراق، فقال بعضهم لبعض: افترقوا. فقال ملك الإيمان: أنا أسكن المدينة ومكة. فقال ملك الحياء: أنا معك. وقال ملك الشقاء: أنا أسكن فاجتمعت الأمة على أن الإيمان والحياء ببلد رسول الله صلى الله عليه وسلم. البادية. قال ملك الصحة: أنا معك. فاجتمعت الأمة على أن الصحة والشقاء في الأعراب. وقال ملك الجفاء: أنا أسكن المغرب. فقال ملك الجهل: أنا معك. فاجتمعت الأمة على أن الجفاء والجهل في البربر. وقال ملك السيف: أنا أسكن الشام. فقال ملك البأس: أنا معك. وقال ملك الغنى: أنا أقيم ها هنا. فقال له ملك المروءة: أنا معك. فقال ملك الشرف: أنا معكما. فاجتمع ملك الغنى والمروءة والشرف بالعراق
[ ص: 133 ]