الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1954 - حدثنا الحسين بن الفهم وابن أبي الدنيا؛ قالا: نا محمد بن سلام، نا عيسى بن يزيد؛ قال: [ ص: 134 ] خرج رجل من أصحابنا في طلب ضالة له، قال: فسرت أياما في طلب ضالتي،  فآواني الليل إلى بناء، فسلمت، فردت علي امرأة السلام، فقالت: من الرجل؟ فقلت لها: إني طالب ضالة، وإني أحتاج إلى قرى. قالت: أقم عندنا؛ فالآن يأتي إبلنا وغنمنا. فاضطجعت، فلما اختلط الظلام إذا برجل يسوق أبعرة وغنما، فلما غشيني؛ قال: من الرجل؟ قلت: باغي ضالة وضيف. فقال: ما عندنا ضيافة، إن كنت تريد الضيافة؛ فأمامك، وإن كنت تريد البيات؛ فوراءك. قال: قلت: ما بي من ذهاب هذه الساعة أمامي ولا ورائي، ولكني أمكث ها هنا حتى أصبح. فلما دخل بيته؛ قالت له امرأته: احلب لضيفنا. فقال: فإننا وعيالنا وأولادنا أحق به. قالت: واخيبتاه! وجعلت تدخل وتخرج إلى الصباح، فعدت غاديا، فأدركني المبيت إلى بناء آخر، فسلمت، فقالت المرأة: من الرجل؟ قلت: باغي ضالة وطالب قرى. قالت: ما عندنا شيء. قلت: لكن الأرض لا تمنعيني منها. واضطجعت، وجاء زوجها يسوق غنيمة وأبعرة، فسلم، فقال: من الرجل؟ فقلت: رجل أدركني المبيت وأنا أطلب ضالة لي. فقال: في الرحب والسعة، أصبت مبيتا وقرى. ودخل الرجل؛ فهارته امرأته؛ فلم يزل بها حتى أخرج إلي قرى، فضحكت، فقال: ما [ ص: 135 ] أضحكك؟ قلت: بعض ما ذكرت. فقال: لتخبرني. فأخبرته بما لقيت وبما صنع الرجل والمرأة وما سمعتها تقول، وما سمعتك وسمعت هذه. قال: فضحك، فقال: تلك والله أختي، وهذه أخته.

التالي السابق


الخدمات العلمية