375 - محمد بن إبراهيم بن سعيد بن موسى بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن البوشنجي .
ذكره في جملة الأصحاب. نقل عن إمامنا أشياء. أبو بكر الخلال
منها قال: سمعت يقول: تقربوا إلى الله تعالى ببغض أهل الإرجاء، فإنه من أوثق الأعمال إلينا. أحمد
وقال أيضا: سمعت يقول: أبا عبد الله أبو زيد اسمه قيس بن سكن بن زعورا . وقال أيضا: سمعته يقول: قال: : ما كتبت "حدثنا" [ ص: 265 ] قط. قال: محمد بن المنهال : لأنه كان ضريرا حافظا متقنا أمينا. وكان عنده ستة آلاف حديث عن أبو عبد الله زيد بن زريع .
ومات البوشنجي في جمادى الأولى سنة تسعين ومائتين يوم النيروز.
وقال البوشنجي وذكر عنده فقال: هو عندي أفضل من أحمد بن حنبل ؛ وذلك أن سفيان الثوري سفيان لم يمتحن في الشدة والبلوى بمثل ما امتحن به ، ولا علم أحمد بن حنبل سفيان ومن تقدم من فقهاء الأمصار كعلم لأنه كان أجمع للعلم، وأبصر بمتقنهم وغالطهم وصدوقهم وكذوبهم، ولقد بلغني عن أحمد أنه قال: قام بشر بن الحارث مقام الأنبياء، أحمد وأحمد عندنا امتحن بالسراء والضراء، وتداوله أربعة خلفاء بعضهم بالضراء، وبعضهم بالسراء، فكان فيها مستعصما بالله - عز وجل - تداوله المأمون ، والمعتصم ، والواثق بعضهم بالضرب والحبس، وبعضهم بالإخافة والترهيب، فما كان في هذا الحال إلا سليم الدين، غير تارك له من أجل ضرب ولا حبس، ثم امتحن أيام المتوكل بالتكريم والتعظيم، وبسط الدنيا عليه، وإفاضتها عنده، فما ركن إليها، ولا انتقل من حاله الأولى؛ رغبة في الدنيا، ولا رغبة في الذكر، فهذه الحالات لم يمتحن بمثلها سفيان ، ولقد حكي عن المتوكل أنه قال: إن يمنعنا من بر ولده، فرحمة الله عليه في قصة طويلة ذكرها أحمد المتوكل .
وقال البوشنجي حضر يوما عند جماعة من أصحاب الحديث من إخوانه، فاشترى لهم بما كان عنده من النفقة، وأطعمهم وصبر على مقدار ربع سويق ثمانية عشر يوما بعسكر أحمد المتوكل مكتفيا بذلك، حتى أتته النفقة من بغداد لا يذوق من مائدة المتوكل شيئا.