الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
أنبأنا علي عن ابن بطة قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد الوراق قال : حدثنا بشر بن الوليد الكندي قال حدثنا سهل أخو حزم عن أبي عمران [ ص: 148 ] الجوني عن جندب بن عبد الله قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ " .  

وبه قال حدثنا محمد بن دعلج حدثنا محمد بن علي الصائغ حدثنا سعيد بن منصور قال : حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن ابن أبي مليكة قال : سئل أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن آية من كتاب الله ؟ فقال : أية أرض تقلني وأية سماء تظلني وأين أذهب أو كيف أصنع إذا أنا قلت في آية من كتاب الله بغير ما أراد الله بها .  

وبه قال : حدثنا دعلج حدثنا محمد بن علي حدثنا سعيد بن منصور حدثنا يزيد بن هارون عن حميد الطويل عن أنس بن مالك أن عمر بن الخطاب قرأ على المنبر وفاكهة وأبا فقال هذه الفاكهة قد عرفناها فما الأب قال ثم رجع إلى نفسه فقال لعمرك إن هذا لهو التكلف يا عمر .  

قلت أنا : حسبك لشيخي الإسلام وإمامي الهدى وخليفتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الهاديين الراشدين وتوقفهما وإحجامهما عن تفسير آية من كتاب الله جل وعز وهما أعلم الخلق بالله عز وجل بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبرسوله وبكتاب الله وتأويله فماذا عسى أن نقول في جسارة المعتزلة والأشاعرة وبقية المتكلمين الضالين في تأويل صفات الرحمن عز وجل التي نطق بها القرآن ونقلها الأئمة الأثبات والعلماء الثقات .

وبه قال : حدثنا جعفر القافلائي حدثنا الحسن بن محمد بن أبي معشر قال : حدثنا وكيع عن أسامة بن زيد عن محمد بن كعب القرظي قال : قال معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه على المنبر : اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين سمعت هؤلاء الكلمات من نبيكم - صلى الله عليه وسلم - .  

وبه قال حدثنا شعيب بن محمد الراحبان حدثنا علي بن حرب حدثنا الحسين [ ص: 149 ] بن علي الجعفي حدثنا ليث بن أبي سليم عن مجاهد قال : الفقيه من يخاف الله عز وجل .  

وبه قال : حدثنا محمد بن أحمد بن أبي سهل الحربي حدثنا أبو العباس بن مسروق الطوسي حدثنا موسى بن خاقان النحوي .

قال : وحدثنا أحمد بن عثمان الأدمي حدثنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم حدثنا بكر بن حبيش عن ليث بن أبي سليم عن أبي هريرة الأنصاري عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : " ألا أخبركم بالفقيه كل الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله ولم يؤمنهم من مكر الله ولم يرخص له في معاصي الله ولم يدع القرآن رغبة عنه إلى غيره  وذكر الكلام بطوله " .

وبه قال : حدثنا أبو شيبة حدثنا محمد بن إسماعيل الحساني حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن قال : قال عبد الله بن مسعود : " كفى بخشية الله علما وكفى بالاغترار بالله جهلا   " .

وبه قال : حدثنا أبو الحسين الحربي قال : حدثنا أبو القاسم البغوي حدثنا يحيى بن الحربي قال : حدثنا أحمد بن مسروق قال : حدثنا الحسين بن حفص حدثنا وكيع عن محمد بن أبي علقمة الليثي قال : كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي موسى إن الفقه ليس بسعة الهدر وكثرة الرواية وإنما الفقه خشية الله .

وبه قال : حدثنا أبو القاسم البغوي حدثنا يحيى بن أيوب العابد حدثنا عبد الرحمن بن عمر العمري قال : قال أبو حازم لا يكون العالم عالما حتى يكون فيه ثلاث خصال لا يحقر من دونه في العلم ولا يحسد من فوقه ولا يأخذ على علمه دنيا .  

وبه قال : حدثنا ابن صاعد قال : حدثنا علي بن مسلم قال : حدثنا سيار قال : حدثنا جعفر بن سليمان قال : حدثنا مطر الوراق قال : سألت الحسن عن مسألة فقال فيها : فقلت : يا أبا سعيد يأبى عليك الفقهاء يخالفونك فقال الحسن : [ ص: 150 ] ثكلتك أمك انظر وهل رأيت فقيها قط وهل تدري من الفقيه ؟ الفقيه : الورع الزاهد المقيم على سنة محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي لا يسخر من أسفل منه ولا يهزأ بمن فوقه ولا يأخذ على علم علمه الله حطاما .

وبه قال : حدثنا إسحاق الكاذي حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثنا أبي قال حدثنا عمرو بن الهيثم قال حدثنا أبو حرة عن الحسن قال : الفقيه المجتهد في العبادة والزاهد في الدنيا المقيم على سنة محمد - صلى الله عليه وسلم - .

وبه قال : حدثنا أبو عمارة حمزة بن القاسم خطيب جامع المنصور حدثنا حنبل بن إسحاق حدثنا أبو عبد الله قال حدثنا سفيان بن عيينة سمعت أيوب سمعت الحسن يقول : ما رأيت فقيها قط يداري ولا يماري إنما ينشر حكمته فإن قبلت حمد الله وإن ردت حمد الله .

قال : وسمعت الحسن يقول : ما رأيت فقيها قط إنما الفقيه الزاهد في الدنيا الراغب في الآخرة الدائب على العبادة المتمسك بالسنة . 

وبه قال : حدثني أبو صالح حدثنا محمد بن يونس الكديمي حدثنا إبراهيم بن نصر الصائغ قال : سمعت الفضيل بن عياض قال : إنما الفقيه الذي أنطقته الخشية وأسكتته الخشية إن قال قال بالكتاب والسنة وإن سكت سكت بالكتاب والسنة وإن اشتبه عليه شيء وقف عنده ورده إلى عالمه .

قلت أنا : هذا والله المحمود صفة إمامنا أحمد ومن سلك طريقه وقليل ما هم فيا ويح من يدعي مذهبه ويتحلى بالفتوى عنه وهو سلم لمن حاربه عون لمن خالفه الله المستعان على وحشة هذا الزمان .

وبه قال : حدثنا محمد بن مخلد حدثنا المروذي حدثني بن مسلم سئل ابن المبارك : هل للعلماء علامة يعرفون بها ؟ قال : علامة العالم من عمل بعلمه واستقل كثير العمل من نفسه ورغب في علم غيره وقبل الحق من كل من أتاه به وأخذ العلم حيث وجده فهذه علامة العالم وصفته .   [ ص: 151 ]

قال المروذي : فذكرت ذلك لأبي عبد الله فقال هكذا هو .

وبه قال : حدثنا ابن مخلد قال : حدثنا المروذي قال : قلت لأبي عبد الله قيل لابن المبارك كيف تعرف العالم الصادق ؟ فقال : الذي يزهد في الدنيا ويقبل على أمر آخرته فقال : نعم هكذا يريد أن يكون .

وبه قال : حدثنا أبو الحسين الكاذي حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا عفان حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال : ينبغي للعالم أن يضع التراب على رأسه تواضعا لله عز وجل .

التالي السابق


الخدمات العلمية